إن تعدد القبائل ساعد على بناء الجوامع والمساجد في سيراليون. وإن كل جامع ينسب إلى اسم الجماعة أو القبيلة التي بنته. والظاهر في مسلمي سيراليون اهتمامهم البالغ في بناء المساجد والجوامع إذ لا تكاد تخلو قرية وإن صغرت من جامع. ولعل هذا الاهتمام يعود إلى الأغراض المتعددة التي يبنى الجامع من أجلها.
وبما أنه لا يوجد في سيراليون مؤسسة رسمية تهتم بقضايا المسلمين وتعتني بشؤونهم فالجامع هو المكان الأول الذي يعتني بشؤون المسلمين الدينية. ففي كل حي من أحياء فريتاون مثلاً جماعة إسلامية بنت جامعاً عرف باسمها، عينت له إماماً يُطاع في حكمه إذ أنه قاضٍ للجماعة يعقد النكاح ويشهد على الطلاق وينفذه كما يعقد الصلح بين المتخاصمين، ويشرف على تجهيز الموتى ويصلي عليهم. وعقب صلاة الجمعة تذاع بأمر الإمام داخل الجامع البلاغات المتعلقة بشؤون الجماعة كدعوة إلى عقيقة أو إلى عودة مريض أو دعوة إلى استقبال شخصية إسلامية قادمة أو حضور صلح أو نحو ذلك. كما أن الجامع مكان لتقديم الزكاة والصدقات يستلمها الإمام ويدعو لصاحبها بالقبول ثم يوزعها على المستحقين من أفراد الجماعة.