للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في كل شارع فيه جامع بأمر شرطة المرور في المدن السيراليونية. وذلك لأن آلاف المصلين يحتلون الشوارع وقارعات الطرق لإقامة صلاة التراويح بعد أن يضيق بهم الجامع. وهذا مما يصور لنا اهتمام المسلمين السيراليونيين بصلاة التراويح. وبصورة عامة يظهر اهتمامهم بهذه الصلاة أكثر من اهتمامهم بالصوم نفسه. إذ الرجال والنساء والأطفال يحمل كل منهم حصيرته على رأسه ليفرشها في الشارع للصلاة. والمشتغلون في الدعوة يرون أن مثل هذه التجمعات الإسلامية الهائلة ميادين رحبة للدعوة والإرشاد.

وبعد صلاة التراويح يذهب أغلب المسلمين للعمل استعداداً لليلة الفطر وذلك بصنع تماثيل خشبية مزركشة بورق ملون ترمز إلى حوادث إسلامية معينة. يشرف على هذا العمل جمعية تدعى ـ جمعية الشباب المسلم ـ وفي ليلة الفطر يُخْرِج مسلمو كل حي تمثالهم الذي صنعوه خلال شهر رمضان مركباً على أربع دواليب متحركة ومضاء بمصابيح تعمل بمدخرات كهربائية جافة (بطاريات) . ثم يصطف الرجال والنساء خلف التمثال ليطوفوا به شوارع المدينة مارين بلجنة التحكيم التي تجلس في سرادق مع كبار المسؤولين والمتفرجين. وتعد لجنة التحكيم هذه للنظر في أجمل التماثيل وأدقها لنيل الجوائز الأولى التي تقدمها البلدية لصانعيها.

تبقى مدن سيراليون طيلة ليلة الفطر صاخبة من ضجيج الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً الذين يجوبون الشوارع في هرج ومرج. وعند الفجر تهدأ المدن ويذهب المسلمون ليستعدوا لصلاة العيد التي لا يقل اهتمامهم بها عن صلاة التراويح.

إن إنكار هذه البدعة المستأصلة في النفوس وهذا الاحتفال الذي لا يمت إلى تعاليم القرآن والسنة بصلة، كان شغل الدعاة والمصلحين منذ أربعين عاماً، ولم يستطع المصلحون حتى الآن صرف الناس عنها والقضاء عليها نهائياً، إلا أنهم في طريق لإبطالها إن شاء الله تعالى. وقد كانت هذه البدعة تقام احتفالاً بليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك. ولما أفلح المصلحون في صرف الناس عنها في هذه الليلة جعلها المتسابقون ليلة الفطر.

<<  <   >  >>