نهايته نصراً مؤزراً إذ طاردوا الوثنيين عبر الحدود السيراليونية الغينية التي اجتازوها إلى المدن السيراليونية الشمالية مثل: كارينا ـ فالابا ـ بورت لوكو. واستوطن كثير من المسلمين في هذه المدن وأخذوا يتصلون في المدن والقرى المجاورة للتجارة وهم يؤدون شعائرهم الدينية من صلاة وصيام وتلاوة قرآن، مما جعل بعضاً من وثَنيي سيراليون يعتقد مع الأيام دين الرجل الأسود وذلك لأن أتباعه من السود الوافدين من غينيا فلهذا السبب الجزئي، وللسبب الأول وهو أن الإسلام دين الفطرة بدأ بعض الوثنيين يقلدون المسلمين في صلاتهم وشعائرهم الدينية إلى أن توثقت الروابط بين الفئتين وأخذ الوثنيون السيراليونيون يثقون إلى حد كبير بالمسلمين وخاصة بعدما ساعد المسلمون السيراليونيون بالوقوف إلى جانبهم ضد البرتغاليين والإنكليز المستعمرين. إن هذه الثقة وهذا التلاحم وَلَّدَا انفتاحاً جديداً بين المسلمين الغينين وشعب سيراليون أسفر عن توافد مزيد من آلاف المسلمين الغينيين وخاصة من قبيلة السوسو للاستيطان في سيراليون. وبذلك صار الإسلام ينتشر في القرى والغابات السيراليونية انتشار الرائحة الزكية عن طريق هؤلاء المسلمين. كما صار أشياخ قبائل سيراليون كقبيلة المندي والتنمي واللمبا يعلنون عن إسلامهم ويدعون إليه رغم المغريات الهائلة التي كانت ولا زالت تقدمها المؤسسات التبشيرية النصرانية لجلب هؤلاء الأشياخ إليها.
إن التجمعات الإسلامية السريعة التي حصلت بدخول السيراليونيين إلى الإسلام أحدثت مشكلة جديدة لا تزال قائمة حتى اليوم هي مشكلة الجهل بتطبيق شعائر الإسلام. ومع أن الوافدين المسلمين إلى سيراليون من العامة الذين هم أنفسهم بحاجة إلى تعليم فقد هذبوا هذه المشكلة إلى حد ما وخاصة بعد أن اشتغل كثير منهم بتعليم الأطفال في الكتاتيب على طريقة الألواح.
إن للمسلمين دور ذهبي وهام في تاريخ سيراليون حيث عملوا جاهدين على استقلاله لأنهم يؤمنون بوجوب الجهاد في سبيل الله للذود عن العقيدة والنفس والعرض والوطن ابتغاء