للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المسجد الحرام١، والأخرى تنص على أنه صلى الله عليه وسلم كان في بيت أم هانئ٢ عندما آتاه الملائكة، وشقّ جبريل عليه السلام عن صدره، وبيت أم هانئ حينذاك كان خارج المسجد الحرام.

وفي حديث لأنس بن مالك عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "فُرٍج عن سقف بيتي وأنا بمكة٣..." وساق الحديث... وبيته كان في الشعب فأخذ الذين يقولون بأن مكة غير المسجد الحرام في مضاعفة المثوبة أو العقاب والأخذ بالإرادة قبل التنفيذ بالأحاديث الدّالة على أن الإسراء إنما كان من المسجد الحرام.

وأخذ الذين قالوا: بأن لا فرق بين أرض مكة والمسجد الحرام في مضاعفة الثواب أو العقاب، والأخذ بالإرادة من الإنسان على فعل المعصية، قبل فعلها منه، إلى حديث أم هانئ عند الحاكم وغيره، وإلى حديث البخاري في كتاب الصلاة.

قال ابن حجر: "وإن كان مختلفاً في (الحطيم) هل هو الحِجْرُ، أم لا؟ لكن المراد بيان البقعة التي وقع ذلك فيها، ومعلوم أنها لم تتعدد، لأن القصة متحدة لاتحاد مخرجها.

وقد تقدم في أول بدء الخلق٤ بلفظ: "بينا أنا عند البيت" وهو أعم، ووقع


١ انظر صحيح البخاري كتاب التوحيد باب: (وكلّم الله موسى تكليماً) حديث رقم (٥٧١٧) وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (١٦٢،١٦٤) ، وانظر جامع الأصول لابن الأثير (١١/٣٠٥-٣١٠) .
٢ انظر الطبراني في الكبير (٢٤/٤٣٢) حديث رقم (١٠٥٩) عن أم هانيء (بات رسول الله ليلة أسرى به في بيتي ... ) ، وانظر تفسير أول سورة الإسراء عند ابن كثير.
٣ أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة الباب الأول، كيف فرضت الصلوات في الإسراء؟.
٤ كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة من صحيح البخاري، حديث رقم (٣٢٠٧) .

<<  <   >  >>