ولأئمة المسلمين، وعامتهم" ١.أما كيفية تقديم النصيحة لهم: فننقل ما قاله العلامه عبد الرحمن بن سعدي في كتابه "الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة" الفصل الثامن "في وجوب النصحية وفوائدها" في شرح حديث: "الدين النصيحة" ثلاثا، قالوا: لمن يارسول الله؟، قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم"، قال في ص ٢٩: "وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير إلى القاضي إلى جميع من له ولاية صغيرة أو كبيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتُهم وواجباتهم أعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم، والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كل أحد بحسب حالته، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم".
ثم قال: "واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرًّا وضررًا وفسادًا كبيرًا، فمن نصيحتهم: الحذر والتحذير من ذلك".
ثم قال: "وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سرًّا لا علنا،