للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وينقل عن الفارسي، ويصحح مذهبه في مسألة العدد المضاف من ثلاثة إلى عشرة، هل يجوز إضافته إلى اسم الجمع نحو: ثلاثة القوم، أو اسم الجنس نحو ثلاث نحل؟ أقوال:

أحدها: نعم ويقاس إن كان قليلا، وعليه الفارسي وصححّه صاحب البسيط لشبهه بالجمع، ولو روده١، قال:

ثلاثة أنفسً وثلاث ذودٍ٢.

وقال تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍٍ} ٣.

ويصرّح صاحب البسيط أحياناً بصحّة مذهب البصريين، ومن ذلك قول البصريين إن "هلم" مركبة من "ها" التنبيه، ومن "لُمّ" التي هي فعل أمر من قولهم: لم الله شعثه، أي جمعه.

قال في البسيط: "ويدل على صحة مذهب البصريين أنهم نطقوا به فقالوا: ها لُمّ"٤.

وذكر صاحب البسيط أنه لا يجوز الفصل بين الموصوف وصفته بإلا، فلا يقال: جاءني رجل إلا راكب، لأنهما كشيء واحد.

ورد على الزمخشري حيث جوّز ذلك في المفرد، نحو: ما مررت برجل إلا صالحٍ. وفي الجملة نحو: ما مررتُ بأحدٍ إلا زيدٌ خيرٌ منه، {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} ٥ بأنه مذهب لا يعرف، لا بصري ولا كوفي. وقال: "الصواب أن الجملة في الآية والمثال حالية"٦.

وينقل صاحب البسيط عن الكوفيين، فالخبر الجامد لا يتحمّل ضميراً نحو: زيدٌ أسدٌ. وزعم الكسائي أنه يتحمّله، ونسبه صاحب البسيط وغيره إلى الكوفيين والرماني٧. ومن ذلك أن (لعلّ) بسيطة، ولامها أصل، حكاه في البسيط عن الكوفيين وأكثر النحويين٨.


١ همع الهوامع ٤/٧٥.
٢ صدر بيت من الشعر للحطيئة، وهو من شواهد سيبويه ٣/٥٦٥ وعجزه (لقد جار الزمان على عيالي) .
٣ سورة النمل: آية ٤٨.
٤ همع الهوامع ٥/١٢٦.
٥ سورة الحجر: آية/٤.
٦ همع الهوامع ٢/١٥٣.
٧ همع الهوامع ٢/١٠، ارتشاف الضرب ٢/٤٦.
٨ همع الهوامع ٢/١٥٣.

<<  <   >  >>