وقال أبو عبيد:(المدارأة) هاهنا مهموزة، من (درأْت) وهي: المشاغبة، والمخالفة على صاحبك. ومنه قول الله عز وجل:{فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} ، يعني اختلافهم في القتيل.
ومن ذلك قول الشعبي في المختلِعة:((إذا كان (الدُّرْءُ) من قِبلها فلا بأس أن يأخذ منها)) .
يعني (بالدرء) : النشوز، والاعوجاج، والاختلاف. وكلّ من دفعتَه عنك فقد (درأْتَه) .
وقال ابن السّكيِّت:(درأْته) عني (أدْرؤه)(درْأ) : إذا دفعته. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:" ادرؤوا الحدود بالشبهات " ١.
يقال:(درأت) فلانًا أي: دفعته. و (داريته) أي: لايَنْتُه.
١ رواه أبو حنيفة عن ابن عبّاس في (مسنده) مرفوعًا، ص١٨٦. وضعّفه الألباني. انظر: (إرواء الغليل) ، حديث رقم (٢٣١٦) ، تلخيص الحبير (٤/٥٦) .