للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: بالنسبة للتقييد]

يتأثر الاحتجاج بالسنة الآحادية سلبا تأثرا كبيرا بناء على القول بعدم تقييد السنة الآحادية لمطلق الكتاب والسنة المتواترة، ودائرة السنة الآحادية المقيدة لمطلق الكتاب والسنة المتواترة واسعة غاية السعة.

وكل هذا يدعوا إلى دراسة مبنى هذا القول ومستنده.

أما مبناه: فهو أن التقييد عند أصحاب هذا القول بطريق المعارضة ١، والكتاب والسنة المتواترة قطعيان والسنة الآحادية في ثبوتها احتمال، والمحتمل لا يقوى على معارضة القطعي، فلا يقيده. لأن من شرطها التساوي في القوة بين الدليلين٢.

ولكنا إذا نظرنا إلى حقيقة التقييد وأنه البيان للمطلق لا المعارض له، وأنه يتوجه نحو شيوع المطلق المحتمل، لا أصل حكمه المقطوع به، يهتز هذا المبنى.


١ التعارض في اللغة: التمانع، وفي الاصطلاح: "التمانع بين الأدلة مطلقا بحيث يقتضي أحدهما عدم ما يقتضيه الآخر". انظر: المصباح المنير (٢/٤٠٣) والتعارض والترجيح (١/ ٣١) .
٢ راجع: أصول السرخسي (١/ ١٤٢) ، وكشف الأسرار للبخاري (١/ ٢٩٤) والتيسير (٣/ ١٢) .

<<  <   >  >>