بعد الانحراف عنه، والنفار من ذكره، وكانت تعبث بالشعر وتقوله، فكتبت إليه على يدي:
كيف أصبحت سيدي وأميري؟ ... عشت في كل نعمة وحبور
علم الله كيف كان إغتباطي ... ونعيمي وبهجتي وسروري
بلقاء الأمير لا عدمت نف ... سي وعيني لقاءه من أمير
فلما أوصلتها إليه سر بها سروراً شديداً وخلع علي خلعة نفيسة من ثيابه ووصلني بثلاثمائة دينار وبعث معي إليها بهدايا فيها ألف دينار مسيفة، مطبقة على غالية: دينارين، دينارين ودرج كبير من ذهب، مملوءاً مسكاً وعنبراً ونداً ومائة ثوب فاخرة.
وكتب إليها:
أنا في نعمة بقربك تفدي ... ك حياتي من مفظعات الأمور
بلغت مهجتي بقربك مني ... أملي كله، وتم سروري
وصل الله بيننا ذاك ما عش ... نا وأبقاك لي بقاء الدهور!
وحدثني عرفة قال: لما قدم المعتضد من حرب وصيف وجاء به، دخلت عليه بدعة، فقالت: شيبتك يا سيدي هذه السفرة! فقال: دون ما كنت فيه يشيب! فلما إنصرفت، قالت هذا الشعر وغنته فيه: