فما دخل في أذني كلام أحلى من كلامها ولا رأت عيني أنضر وجهاً منها، فعدلت بها إلى غير ذلك الروي، فقلت:
أترى الزمان يسرنا بتلاق ... فيضم مشتاقاً إلى مشتاق!
فقالت:
ما للزمان يقال فيه إنما ... أنت الزمان فسرنا بتلاق!
فقمت أمشي أمامها وتتبعني فقصدت دار مسلم بن الوليد، فأخبرته الخبر، واستعنت به، فصادفت منه عسرة، فدفع إلي منديلاً ق٨٩ وقال: إذهب فبعه، وخذ ما تحتاج إليه، فمضيت فبعته، ورجعت فوجدته قد خلا بها في سرداب له، فلما أحس بي وثب إلي وقال: عرفك الله يا أبا علي جميل ما فعلت! ولقاك ثوابه، وجعله أحسن حسنة لك!.