لا يبلغ الواصف في وصفه ... ما فيه من فضل، ولا يحصر
من وفر العرض بأمواله ... فجعفر أعراضه أوفر
ديباجة الملك على وجهه ... وفي يديه العارض الممطر
سحت علينا منهم ديمة ... ينهل منها الذهب الأحمر
لو مسحت كفاه جلمودة ... أنضر فيها الورق الأخضر
لا يستتم المجد إلا فتى ... يصبر للبذل كما يصبر
يهتز تاج الملك من فوقه ... فخراً، ويزهى تحته المنبر
أشبهه البدر إذا ما بدا ... وغرة في وجهه تزهر
والله ما أدري أبدر الدجى ... في وجهه أم وجهه أنور؟
يستمطر الزوار منك الغنى ... وأنت بالزوار تستبشر
عودت طلاب الندى عادة ... إن قصروا عنك فما تقصر
وكتبت تحت الأبيات تسأله حاجتها، فركب من ساعته إلى أبيه فكلمه في أمرها، فكلم الرشيد في ذلك، وأشار عليه فلم يقبل، وإمتنع من شرائها لشهرتها وما قيل فيها من هجاء الشعراء، وقال له: أشتريها بعد قول أبي نواس:
ما يشتريها إلا ابن زانية ... أو قلطبان يكون من كانا!؟