سعيد، يهواها، وكانت تظهر له هوى، ويتهمها سعيد مع ذلك ببنان، فرأى فيها إقبالاً شديداً على بنان، فغضب، وإنصرف، فكتبت إليه فضل هذه الأبيات المذكورة آنفاً، وأجابها سعيد بالأبيات المذكورة.
وحدثني عمي، قال حدثني ميمون بن هارون قال: رأيت فضل الشاعرة وسعيد بن حميد ليلة، بوعد سبق بينهما، فلما حصلت عنده، جاءتها جاريتها، فبادرت وأعلمتها أن رسول الخليفة قد جاء يطلبها فقامت من وقتها ق٣١ فمضت، فلما كان من الغد كتب إليها سعيد بن حميد:
ضن الزمان بها فلما نلتها ... ورد الفراق فكان أقبح وارد
حدثني إبراهيم بن القاسم بن زرزور قال حدثني أبي، قال: فصد سعيد بن حميد العرق لحمى كان يلحقه في كبده، فسألتني فضل الشاعرة، وسألت عربياً أن تساعدها في المسير إليه، وأهدت له: هدايا فيها ألف جدي وألف دجاجة فائقة وألف طبق فاكهة وريحان، وطيباً كثيراً وشراباً وتحفاً حساناً، فكتب إليها سعيد: سروري لا يتم إلا بحضورك! قال فجاءته في آخر النهار، وجلسنا لنشرب، فاستأذن غلامه لبنان، فأذن له - فدخل إلينا - وهو يومئذ شاب طرير، حسن الوجه، حسن الغناء، سري الملبوس، عطر الشكل، فذهب بها كل مذهب، وبان فيها ذلك: بإقبالها عليه، ينظرها وحديثها، فتنمر سعيد وأستطير غضباً، وتبين بنان