حدثني جعفر بن قدامة، قال حدثني إبن زكريا بن يحيى بن معاذ، قال: كانت لبعض عماتي جارية، حسنة الوجه، شاعرة، وكان عمي يهواها ويكتب اليها فيما بينه وبينها فتجيبه وتخرق كتبه ويحتفظ هو بجواباتها، وكتب إليها يعاتبها على تخريقها رقاعه، وينسب ذلك إلى سوء العهد، وكتبت إليه:
يا ذا الذي لام في تخريق قرطاسي ... كم مر مثلك في الدنيا على راسي!
الحزم تخريقه إن كنت ذا أدبوإنما الحزم سوء الظن بالناس
إذا أتاك وقد أدى أمانته ... فاحفظ أساطيره من سائر الناس
وإشقق كتاب الذي تهواه مجتهداً ... فرب مفتضح في حفظ قرطاس
فعلم أن الذي تفعله، أدخل في الحزم من فعله، فأمر بكتبها المجتمعة عنده، فخرقت وأحرقت.