جعلت كتابي عبرة مستهلة ... على الخد من ماء الجفون سطور
ورسلي بحاجاتي وهن كثيرة ... اليك إشارات بها وزفير
أخبرني جحظة، قال: قال لي هبة الله بن إبراهيم بن المهدي، حدثني أبي، قال: كانت متيم جارية علي بن هشام، شاعرة، فلما حبس المأمون مولاها علي بن هشام، كتبت إليه هذه الأبيات، وسألتني أن أوصلها وأستعطفه على علي، ففعلت، فما عطف عليه، والأبيات:
قل لمأمون العلاما ذنب مولا ... ك علي، إن كان فوق الذنوب؟
ما رئى فوق إرتفاعك بالعف ... وبفضل المالك المحجوب
فتجشم كظماً لغيظك تسعد ... بثواب من الجواد المثيب
وتغنم دعاء معولة حر ... ى تقربك، من دعاء مجيب
وحدثني أبو العباس الهشامي، عن أبيه، وعن غيره من أهله: أن متيماً مرت على باب مولاها، فرأته وعليه المزابل، وهو مسود، فوقعت مغشياً عليها، ثم أفاقت، وقالت: