للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالقاطول يشرب في الزو وقد قالت في ليلتها هذه الأبيات:

سنة وشهر قابلا بسعود ... وجه الخليفة إنه لسعيد

أشرب على ملك أتاك مجرداً ... في كل يوم ما تحب جديد

سنة إلى تسعين عقد حسابها ... وعنان ملك محكم معقود

فالزو والقاطول أحسن منظر ... وغنا عريب ما لذاك نديد

وغنت فيه رملاً حسناً، فشرب عليه يومه ذلك، وأمر لها بخمسة الآف دينار جديد من ضرب السنة.

أخبرني جعفر بن قدامة، قال حدثني عبد الله بن المعتز قال: وقعت إلي رقاع لعريب، مكاتبات منثورة ومنظومة، فقرأت رقعة منها إلى المأمون وقد خرج إلى فم الصلح لزفاف بوران:

أنعم تخطتك صروف الردى ... بقرب بوران مدى الدهر

درة خدر لم يزل نجمها ... بنجم مأمون العلا يجري

حتى إستقر الملك في حجرها ... بورك في ذلك من حجر

يا سيدي لا تنس عهدي فما ... أطلب شيئاً غير ما تدري

قال عبد الله بن العتز، فذكرت ذلك لعجوز من جواري بوران فعرفت القصة، وحدثني أن المأمون قرأ الرقعة على بوران وقال لها أفهمت معنى الزانية؟! قالت نعم بالله يا سيدي ألا سررتني بالكتاب لحملها إليك فإني والله أسر

<<  <   >  >>