وهو من الشعراء الذين حفظ ما قالوه في الجارية التي صنعت في أحد خديها بالغالية حية وفي الآخر عقرباً، فأمر الملك العزيز صاحب مصر أن يقال فيها. وكان قول العبدوسي:
يا معشر الناس ألا فأعجبوا ... من قمرٍ حل به العقرب
وحية ميتة أرسلت ... في جنة تلدغ من يقرب
يا مظهراً آية موسى لنا ... إليك من دون الهوى المهرب
وكانت وفاته بمصر سنة إحدى وستمائة، بعدما أكثر من هجائها وذم أهلها. ومن أعف ذلك وأبدعه قوله:
يأهل مصر مدحتم ... مصراً بلا برهان
وقلتم هي عينٌ ... نعم بلا إنسان
أرض عدمنا لديها ... عوارف الإحسان
وكل بر تراه ... فإنه في اللسان
يوم ارتحالي عنها ... جعلته مهرجان
وكان قد اتصل بالوزير ابن مجاور، فلما بلغ الغاية من الاستيلاء على دولة العزيز، لما استبد بالديار المصرية، قصر به، فأنشده: