فقال لي أحسنت ولكن القصيدة ما يتوجه فيه الانتقاد على حزمك وعلى أدبك فأما الحزم فلو وقعت القصيدة في يد عدو لك آنذاك عند زريك وأما الطعن عليك من حيث الأدب فإنك أفرغت وسعك في المدح ولم تترك بيني وبين الخليفة والوزير غاية ترقيني إليها قلت أما التعرض للخطر مع السلطان فأنا واثق بك أنها لا تصل إليه وأما قولك أني لم أترك للخلافة والوزارة غاية من المدح إلا وقد مدحتني بها فدعني من قولك والله لو نثرت عليك عقد الجوزاء لاعتقدت أن حقك فوق ذلك فضحك وكان هذا آخر شعر لقيته به لأنه لم يبلغ إلى الصعيد إلا وقد توجه شاور من واحات يطلب البحيرة فذكر الله أيامهم بحمد لا يكل نشاطه، ولا يطوى بساطه، فقد وجدت فقدهم، وهنت بعدهم.
وممن يرتفع عن الأمراء بأبوة الوزراء حسان الدين محمود بن المأمون وإني لم أشعر في غداة عيد الفطر سنة إحدى وخمسين حتى وصلتني منه بدلة من ثياب الملوك وخاصة ما يستعمل لهم ويلبسونه في المواسم من غير معرفة لي به ولا مكاثرة له ولا معاشرة ومع الغلام الواصل بها رقعة منه كتبت