وبالغ سيف الدين في إكرامي وقضاء حوائجي ومن مجلسه عرفت أعيان الأمراء وتوجهت إلى الحجاز واليمن وأنا من أشكر الناس له وأكثرهم ثناءً عليه ولمّا حججت سنة وهمسن لقيت بمكة قوماً من أصحابه في المذهب ولا علم لي بهم فجرى بيني وبين رجال منهم مذاكرة في مسألة كنت فيها مستظهراً عليه وخرجت من مكة إلى اليمن وعاد ذلك الرجل إلى سيف الدين فنسبوا إلى القول في مذهبهم ما غير نية سيف الدين ورجعت إلى مكة حاجاً في الموسم الثاني فوجهني أمير الحرمين ثانيةً إلى الصالح أعتذر عنه في مال تناوله خدمةً من التجار فلما قدمت قوصَ كتب سيف الدين ملطفاً إلى عز الدين طرخان وإلى الصعيد الأعلى بأن يعوقني عن الانحدار وعن الرجوع إلى اليمن والحجاز وأن يقطع عني رسم الضيافة حتى يرد أمير الحرمين ما أخذ من أموال التجار ولما وصلت إلى مصر كتبت إلى الصالح بخبر قدومي فاعترض سيف الدين