للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيا أيّها الدستُ الذي غاب صدره ... فماجت بلاياه وهاجت بلايلهْ

عهدتُّ بك الطود الذي كان مفزعا ... إذا نزلت بالملك يوماً نوازلهْ

فمنْ زلزلَ الطودَ الذي ساخ في الثرى ... وفي كلّ أرض خوفه وزلازلهْ

ومن سدَّ باب الملك والأمر خارج ... إلى سائر الأقطار منه وداخلهْ

ومن عوَّق القاري المجاهد بعد ما ... أعدّتْ لغزو المشركين جحافلهْ

ومن أكره الرمح الردينيَّ فالتوى ... وأرهقه حتّى تحطَّمَ عاملهْ

ومن كسر العضبَ المهنَّد فاغتدى ... وأجفانه مطروحة وحمائلهْ

ومن سلب الإسلام حليةَ جيده ... إلى أن تشكى وحشةَ الطوق عاطلهْ

ومن أسكت الفضل الذي كان فضلهُ ... خطيباً إذا التفت عليه محافلهْ

وما هذه الضَّوضاء من بعد هيبة ... إذا خامرتْ جسما تخلت مفاصلهْ

كأنّ أبا الغارات لم ينش غارة ... يريك سوادَ الليل فيها قساطلهْ

ولا لمعت بين العجاج نصوله ... ولا طرَّزت ثوب الفجاج مناصلهْ

ولا سار في عالي ركابيه موكب ... ينافس فيه فارس الخيل راجلهْ

ولا مرحتْ فوق الدروع يراعةٌ ... كما مرحتْ تحت السروج صواهلهْ

ولا قسمتْ ألحاظه بين مخلصٍ ... جميل السجايا أو عدوّ يجاملهْ

<<  <   >  >>