الاسلامية وأصبحت مصر في (النصف الثاني من القرن الثالث الهجري) موئل أهل العلم وكهف أهل الفضل والعرفان وأضحت متهيئة لتعطي ثمارها المباركة بعد أن ظهر فيها العلماء ونبغ فيها المحدثون والفقهاء من أمثال الامام أحمد بن محمد الطحاوي الذي قال عنه الذهبي في سير أعام النبلاء ١٥ / ٢٧: (الطحاوي هو الامام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها أبو جعفر أحمد بن محمد ابن سلامة المصري الطحاوي الحنفي صاحب التصانيف الشهيرة..) وأمثاله من أهل الفضل والعلم كثيرون ممن لا يتسع المجال إلى ذكرهم وأمها طلاب العلم من شتى الديار والاقطار وبذلك أضحى التنافس والتسابق بين (بغداد) و (القاهرة) يشتد ويمتد ويسير بخطي حثيثة نحو أوج الارتقاء والكمال.
[نشأته العلمية]
* نشأ الامام أبو جعفر النحاس في عصر مواكبة النهضة العلمية شغوفا دؤوبا على طلب العلم محبا للعلماء ومجالستهم والاستفادة منهم لم يمنعه فقره وإعساره عن مواصلة الطلب لانه شعر أن هذا هو طريق المجد والسؤدد فأخذ يجد ويجتهد ويواصل الليل بالنهار في طلب العلم
ولم تقتصر همته أن ينهل من معين شيوخه في مصر فحسب بل دفعه حبه وشغفه بالعلم أن يرحل إلى بغداد لينال من جهابذتها وعلمائها ما يشفي طموحه لا سيما وقد تألق في سماء بغداد كواكب مضيئة من أمثال المبرد والاخفش الصغير ونفطويه والزجاج في علوم العربية وأمثال (أحمد بن محمد الحجاج المروزي) و (أبي حاتم