* الحمد لله منزل الكتاب تبصرة وذكرى لاولى الالباب والصلاة والسلام على السراج المنير من أعطاه الله الحكمة وفصل الخطاب سيدنا محمد النبي الامي الهاشمي العربي صاحب المعجزات وعلى آله وذريته وسائر الاصحاب والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
* فلقد ترك أسلافنا - رحمهم الله - كنوزا ثمينة وثروة علمية عظيمة في شتى أنواع العلوم والمعارف ولم تقتصر جهودهم الجبارة على علوم الشريعة والدين بل تعدها إلى سائر العلوم والفنون (العلوم الانسانية والاجتماعية والعربية والدينية) فما من علم من العلوم ولا فن من الفنون إلا خاضوا عبابه واستخرجوا منه الدرر والجواهر وألفوا فيه الموسوعات وما وصل إلينا من علومهم ومؤلفاتهم إنما هو قطرة من البحر الزاخر الذي تركوه تروة للابناء والاحفاد فعبثت به يد الفساد وعدت عليه عاديات الزمان في عصور الظلم والطغيان (١) فبددته
(١) في عصر المغول والتتار المجلل بالسواد والشنار حوصرت بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية من قبل هولاكو الجبار وجنوده سنة ٦٥٦ هـ وبعد أن فتحوها نهبوا وسبوا وسلبوا وعاثوا في الارض فسادا واستمر القتل والنهب والسبي في بغداد أربعين يوما وألقوا الكتب في نهر دجلة حتى = (*)