الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستهديه ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، ونصلي ونسلم على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيد الخلق وحبيب الحق محمد بن عبد الله النبي العربي الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.
ثم أما بعد:
قالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي أيد الله عز وجل بها رسوله عليه الصلاة والسلام، والخطاب العام الموجه لجميع العقول والأفهام، والعصمة والشفاء من كافة الأدواء والأسقام، والطهارة والبراء من ظلمات الشك والأوهام، خصه تعالى بنزوله مفرقا حسب الحوادث وتدرج الأحكام، وجمعه عز وجل جمعا في غاية الإحكام والانتظام، حتى صار ترتيبه علما من علومه عني به المفسرون القدامى والمحدثون عناية بالغة؛ فمن خلاله نقف على وجه من وجوه إعجاز القرآن فضلا عن فهم المعاني ومعرفة المقاصد والترجيح بين الآراء، وإزالة اللبس، من هذا المنطلق عني به المفسرون القدامى والمحدثون مع اختلاف درجات اهتمامهم ومدى تعمقهم في هذا الموضوع، لكن الإمام الشوكاني كان له موقف آخر حيث دعا إلى الانصراف عنه وزعم أنه لا فائدة منه، وانتقد المهتمين به، ذكر ذلك في مقدمة تفسيره، لكنه لم يثبت على موقفه إذ ذكر بعضا من وجوه المناسبات بين الآيات في ثنايا تفسيره، وفي هذا البحث نعرض لكلامه ثم نرد عليه ردودا إجمالية ونعقبها بردود تفصيلية على أهم القضايا التي أثارها في معرض حديثه عن المناسبات، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أحمد بن محمد الشرقاوي القصيم - عنيزة ١١ شوال ١٤٢٣هـ
أستاذ مشارك بجامعة الأزهر وكلية التربية للبنات عنيزة