الموروثة عن محمد صلى الله عليه وسلم، المأخوذة عن كتاب الله وسنة رسوله، وهي التي عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة، الذين ضمن الله لهم على لسان رسوله النصر إلى قيام الساعة. والنصر إنما حصل لهم ببركة هذه العقيدة والعمل بها وتحقيقها بالقيام بجميع أمور الدين. وأصلها الذي تبنى عليه: هو الإيمان بهذه الأصول الستة التي صرح بها الكتاب والسنة في مواضع كثيرة جملة وتفصيلًا وتأصيلًا وتفريعًا، وهي المذكورة في حديث جبريل المشهور حين قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ فأجابه بذلك. فهذه الرسالة من أولها إلى آخرها تفصيل لهذه الأصول الستة.
ذكر المصنف رحمه الله هذا الأصل والضابط العظيم في الإيمان بالله إجمالا قبل أن يشرع في التفصيل؛ ليبنى العبد على هذا الأصل جميع ما يرد عليه من الكتاب والسنة، فيستقيم له إيمانه ويسلم من الانحراف. فذكر أنه يجب ويتعين الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم إيمانًا صحيحًا سالمًا من التحريف والتعطيل، وسالمًا من التكييف والتمثيل، بل يثبت ما أثبته الله ورسوله