وجوده، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦] وفق المنهج الذي ارتضاه الله لخلقه وأمر رسله بإبلاغه.
وهو أساس الدين وأصله، ولا تقبل العبادة مهما عظمت أو جلّت ما لم يوحد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته توحيدًا يصدق فيه القول العمل، ويتواطأ على الإيمان به والإخبات له اللسان والجنان، وتستسلم له الجوارح والأركان، ويتفق فيه الإسرار والإعلان.
ولأن هذا العلم بهذه المكانة من دين الإسلام فقد عُني به أئمة الإسلام تأليفًا وتصنيفًا في القديم والحديث، يوضحون منهج الله لمن أراد الهدى، ويدفعون عن دين الله كل انتحال وتحريف وزيف وغلو وجهل وضلال.
ولا يزال أئمتنا- ولله الحمد- يقتفون أثر سلفهم في الاهتمام بهذا العلم تدريسًا وتأليفًا وشرحًا وتعليقًا، وهذا الكتاب الذي نقدمه اليوم إلى القارئ " التنبيهات