الثاني: علوم الجزاء على الأعمال، والأسباب التي يجازى بها العاملون على ما يستحقون من خير وشر، وبيان تفصيل الثواب والعقاب.
الثالث: علوم التوحيد، وما يجب على العباد من معرفته والإيمان به، وهو أشرف العلوم الثلاثة، وسورة الإخلاص كفيلة باشتمالها على أصول هذا العلم وقواعده.
فإن قوله:{اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: ١] أي: الله متفرد بالعظمة والكمال، ومتوحد بالجلال والجمال والمجد والكبرياء، يحقق ذلك قوله:{اللَّهُ الصَّمَدُ}[الإخلاص: ٢] أي: الله السيد العظيم الذي قد انتهى في سؤدده ومجده وكماله، فهو العظيم الكامل في عظمته، العليم الكامل في علمه، الحكيم الكامل في حكمه، فهو الكامل في جميع نعوته وأسمائه وصفاته، ومن معاني الصمد أنه الذي تصمد إليه الخلق كلها وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها، فهو المقصود، وهو الكامل المعبود. فإثبات الوحدانية لله ومعاني الصمدية كلها يتضمن إثبات تفاصيل جميع الأسماء