بدلالة الحي على الصفات الذاتية والقيوم على الصفات الفعلية، والصفات كلها ترجع إليهما. ومن كمال قيوميته وحياته أنه لا تأخذه سنة -وهي النعاس- ولا نوم، ثم ذكر عموم ملكه للعالم العلوي والسفلي، ومن تمام ملكه أن الشفاعة كلها له، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، ففيها ذكر الشفاعة التي يجب إثباتها وهي التي تقع بإذنه لمن ارتضى.
والشفاعة المنفية التي يعتقدها المشركون وهي ما كانت تطلب من غير الله وبغير إذنه، فمن كمال عظمة الله أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، ولا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله، وبين أن المشركين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، ثم ذكر سعة علمه فقال: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، أي: علمه محيط بالأمور الماضية والمستقبلة، فلا يخفى عليه منها شيء، وأما الخلق فلا يحيطون بشيء من علم الله، لا قليل ولا كثير، إلا بما شاء أن يعلمهم الله على ألسنة رسله وبطرق وأسباب متنوعة. وسع كرسيه