المنع وحفظ قارئها من الشرور والشياطين ما ليس لغيرها.
قد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأسماء الأربعة بتفسير مختصر جامع واضح حيث قال:«أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء» . وهذا يدل على كمال عظمته وأنه لا نهاية لها، وبيان إحاطته من كل وجه. ففي الأول والآخر إحاطته الزمانية، وفي الظاهر والباطن إحاطته المكانية. ثم صرح بإحاطة علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة، ومن العالم العلوي والسفلي، ومن الظواهر والبواطن والواجبات والجائزات والمستحيلات، فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء،
ذكر المصنف رحمه الله في هذا الموضوع عدة آيات، وكلها داخلة في الإيمان بالله، ويتضح معناها عمومًا وخصوصًا بذكر أصول وضوابط نوضحها فيما يأتي، منها: أن هذه النصوص القرآنية تنطبق عليها القاعدة المتفق عليها بين السلف؛ وهو أنه يجب الإيمان بجميع الأسماء الحسنى وما دلت عليه من الصفات، وما نشأ عنها من الأفعال، مثال ذلك: القدرة، يجب علينا الإيمان بأنه على كل شيء قدير، والإيمان بكمال قدرة الله، والإيمان بأن قدرته شاملة لجميع الكائنات، وبأنه عليهم ذو علم محيط، وأنه يعلم الأشياء كلها. وهكذا بقية الأسماء الحسنى على هذا النمط، في هذه الآيات التي ذكر المصنف من الأسماء الحسنى، فإنها داخلة في الإيمان بالله، وما فيها من ذكر الصفات، مثل عزة الله، وقدرته، وعلمه، وحكمته، وإرادته، ومشيئته، وكلامه، وأمره، وقوله، ونحوها، فإنها