ولها آثارها في الخلق والأمر، فيؤمنون بأنه تعالى فعال لما يريد، وأنه لم يزل ولا يزال يقول ويتكلم ويخلق ويدبر الأمور، وأن أفعاله تقع شيئًا فشيئًا، تبعًا لحكمه وإرادته، فإن شرائعه وأوامره ونواهيه الشرعية لا تزال تقع شيئًا فشيئًا، وقد دل على هذا الأصل الكبير ما في هذه النصوص من ذكر قال ويقول، وسمع ويسمع، وكلم ويكلم، ونادى وناجى، وعلم، وكتب ويكتب، وجاء ويجيء، وأتى ويأتي، وأوحى ويوحي، ونحوها من الأفعال المتنوعة التي تقع مقيدة بأوقاتها، كما سمعت في هذه النصوص المذكورة آنفًا، وهذا من أكبر الأصول وأعظمها.
لقد صنف فيه المؤلف مصنفًا مستقلًا وهو المسمى بـ" الأفعال الاختيارية ". فعلى المؤمن الإيمان بكل ما نسبه لنفسه من الأفعال المتعلقة بذاته، كالاستواء على العرش، والمجيء، والإتيان والنزول إلى السماء الدنيا، والقول، ونحوها، والمتعلقة بخلقه كالخلق والرزق وأنواع التدبير.