قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق لأن استعمال استوى بمعنى استولى غير معروف في لغة العرب؛ ولأن ذلك لو وجد في اللغة لم يجز استعماله في حق الله، وأما المخلوق فيكون غالبا ومغلوبًا، كبشر هذا، فإنه كان مغلوبا على أمر العراق ثم غلب. (٢) وهي أهم الأصول التي باين بها أهل السنة الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، فما في هذه الآيات من ذكر علو الله واسمه العلي الأعلى، وصعود الأشياء إليه وعروجها ونزولها منه يدل على العلو، وما صرح به من استوائه على العرش برهان قاطع على ثبوت ذلك. وقد قيل للإِمام مالك: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى؟ فقال: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه -أي عن الكيفية- بدعة) .