وأما كون هذا داخلا في الإيمان بكتبه فإن الإيمان بالكتب وخصوصا القرآن يقتضي أن يؤمن العبد بكل ألفاظها ومعانيها وما دلت عليه من العقائد والمعاني الجليلة، فمن لم يؤمن بجميع ذلك فلن يتم إيمانه.
واعلم أن المؤمنين بالقرآن على قسمين: كاملين، وناقصين.
أما الكاملون: فإنهم أقبلوا على القرآن فتفهموا معانيه، ثم آمنوا بها واعتقدوها كلها، وتخلقوا بأخَلاقها، وعملوا بما دل عليه امتثالًا لأوامره واجتنابًا لنواهيه، ولم يفرقوا بين نصوصه كحال أهل البدع الذين آمنوا ببعض دون بعض.
وأما الناقصون: فهم قسمان:
قسم مبتدعون، وقسم فاسقون ظالمون.
أما المبتدعون: فكل من ابتدع بدعة ترك لها شيئًا من كتاب الله وسنة رسوله، وهؤلاء على مراتبهم في البدعة بحسب ما خالفوا فيه. وأما الفاسقون فهم الذين عرفوا