والمنافق ممن كان في الدنيا غير مؤمن بما جاء به الرسول فإنه يستعجم عليه الجواب، ولو كان من أعلم الناس وأفصحهم، كما قال تعالى:{وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}[إبراهيم: ٢٧]
ومن حكمة الله أن نعيم البرزخ وعذابه لا يحس به الإنس والجن بمشاعرهم؛ لأن الله تعالى جعله من الغيب، ولو أظهره لفاتت الحكمة المطلوبة.)
(ذكر المصنف رحمه الله هذا الكلام النفيس المتعلق باليوم الآخر المأخوذ من نصوص الكتاب والسنة، وهو واضح جامع، وأحال على الكتاب والسنة في بقية اليوم الآخر.
وقد كتب أهل الإسلام من النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة فيما يتعلق باليوم الآخر وبالجنة والنار وتفاصيل ذلك كثير، وصنفوا المصنفات المطولة والمبسوطة. والمهم أن ذلك كله داخل في الإيمان باليوم الآخر. واعلم أن أصل الجزاء على الأعمال خيرها وشرها ثابت بالعقل وواقع بالسمع، فإن الله نبه العقول إلى ذلك في مواضع كثيرة من الكتاب، وذكر بما هو مستقر في العقول الصحيحة من أنه لا يليق بحكمة الله وحمده أن يترك الناس سدى، أو أن يكونوا خلقوا عبثًا لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون، وأن العقول الصحيحة تنكر ذلك أشد الإنكار، وهذا شيء مشاهد محسوس