البيان ما يدل على المراد في تمييز الفواصل والمقاطع لما فيه من البلاغة وحسن العبارة. وأما القوافى فلا تحتمل ذلك، لانها ليست في الطبقة العليا من البلاغة. وإنما حسن الكلام فيها إقامة الوزن ومجانسة القوافى، فلو بطل أحد الشيئين خرج عن ذلك المنهاج، وبطل ذلك الحسن الذى له في الاسماع، ونقصت رتبته في الافهام. والفائدة في الفواصل دلالتها على المقاطع، وتحسينها الكلام بالتشاكل، وإبداؤها في الآى بالنظائر " (٣) سورة البقرة: ١٩٤. وقال الرماني ص ٢١: " فالمزاوجة تقع في الجزاء كقوله تعالى: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه " أي جازوه بما يستحق على طريق العدل، إلا أنه استعير للثاني لفظ الاعتداء لتأكيد الدلالة على المساواة في المقدار، فجاء على مزاوجة الكلام لحسن البيان ". (٤) سورة آل عمران: ٥٤. وقال الرماني ص ٢١: " أي جازاهم على مكرهم، فاستعير للجزاء على المكر اسم المكر لتحقيق الدلالة على أن وبال المكر راجع عليهم ومختص بهم " (٥) من معلقته، وهو في شرح القصائد العشر ص ٢٣٨ وأمالى المرتضى ٢ / ٨ والصاحبي ص ١٩٦ وما اتفق لفظه واختلف معناه في القرآن الكريم للمبرد ص ١٤ وأساس البلاغة ١ / ١٤٥ ومجمع البيان ١ / ٥٢ (٦) قال الرماني ص ٢٢: " فهذا حسن في البلاغة ولكنه دون بلاغة القرآن، لانه لا يؤذن بالعدل كما آذنت بلاغة القرآن، وإنما فيه الايذان براجع الوبال فقط ... " (*)