وأما ما ورد عن ابن عباس - رضي الله عنه - في ذلك فله عنه طرق عند ابن جرير في "تفسيره" (٢٢/ ٥٣٧) الا أنها ضعيفة، والثابت عنه في تفسير ذلك: ما أخرجه البخاري (٤/ ١٣٩)، ومسلم (٤/ ٤٦ ٠ ٢)، وأبو داود (٢١٥٢) من حديث طاوس، عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللم مما قال أبو هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان. المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله، ويكذبه". قلت: وهذا يؤيد التفسير المروي عنه، وعن غير واحد من السلف أنه ما بين الحدين، فالمقصود به ما ليس عليه حد في الدنيا، الا أن عليه العذاب في الأخرة لمن لم يتب منه، فإن النظر المحرم لا حد عليه في الدنيا، الا أن عليه العذاب في الأخرة، وهو موصل إلى الزنا الذي عليه الحد في الدنيا والعذاب في الأخرة.