للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أبو بكر يحيى السرقسطي

الجزار الشاعر

أفصح عن السحر في مقاله، واجتلى كالسيف غب صقاله، ولد واخترع، وفي كلتا الحالتين برع، وله شعر أعرب عن طبعه، بجودة صنعه، وربما نزل، عن الجد فهزل، وترك الرامح أعزل، مع طبع في كل ذلك فائق، بالمعنى المخترع واللفظ الرائق، حداه إلى ذلك، وعرفه بما هنالك، طبع منقاد، وذكاء وقاد، عشا عن العلم بطبعه، وقرع غرب نظرائه بنبعه، فزاد عليهم وشف، واستقصى الحقائق واستشف.

وهاك من توشيحه ما تلمحه، فتستملحه، وتلحظه، فتحفظه، فمن ذلك قوله:

ويح المستهام ... صار الجسم فيا بأيدي السقامْ

لم يبق الهوى ... من جسمي سوى هباء هوا

بطيف المنام ... فأعذر الشجيا وخلّ الملام

وهم بافتضاح ... في الغيد الملاح وقم لاصطباح

بكأس المدام ... ثم أشرب هنيا واسق الندام

لنفسي التي ... قلبي صلّت فعن ضلتي

لا أسلو الغرام ... ما لاح الثريا وغنّى الحمام

فتاة كعاب ... نعيم الشباب عليها مذاب

<<  <   >  >>