-رضي الله عنها- قد تأيمت حديثًا وأنها هي التي أبدت رغبتها.
وتم العقد وأصدقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كمثل غيرها من نسائه: أربعمائة درهم.
[أخرج عنا]
وكانت مدة الأيام الثلاثة التي نصَّ عليها، صلح الحديبية قد انقضت فأرسل القرشيون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون: لقد انقضى أجلك فأخرج عنا .. فابتسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال لرسولهم:«ما عليكم لو تركتموني فأعرس بين أظهركم وصنعنا لكم طعامًا فحضرتموه؟ »
إذا أراد - عليه الصلاة والسلام - أن يتخذ من زواجه من ميمونة ذريعة لإطالة مدة إقامته فقد يجدد الحوار بينه وبين قريش، لعل الله - سبحانه وتعالى - يلقي في قلوبهم الإيمان ويكشف عن عيونهم وأفئدتهم غشاوة الجهل، وأقام حفلاً وأولم ودعا إلى الوليمة أكابرهم وزعماءهم، فأبوا أن يحضروا، بل قالوا: في إصرار لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا، قالوا ذلك وهم يتوجسون خيفة من بقائه أكثر من ذلك، لأنهم أدركوا ما تركته زيارته هذه من أثر في بعض المؤمنين والتف الكثيرون حوله.
وها هي ميمونة بنت الحارث إحدى أبرز سيداتهم لا تكتفي بإظهار إسلامها بل تضيف إليه ما يريد غيظهم حين تعرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسها زوجة له.
وفي هذا الحفل الحاشد أعلن النبي - صلى الله عليه وسلم - زواجه من ميمونة وحفاظًا منه على نصوص معاهدة الحديبية لم يبن بها في مكة وطلب إلى مؤذنه أن يؤذن بالتوجه إلى المدينة.