للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والصحبة تنقسم إلى ما يقع عليه الاتفاق، كالصحبة بسبب الجوار أو بسبب الاجتماع في المكتب، أو في المدرسة أو في السوق، أو على باب السلطان أو في الأسفار، وإلى ما ينشأ اختيارًا وقصدًا، وأجلها وأعظمها الأخوة في الدين، فإن من رافق الأخيار أصبح منهم ومن سار مع الطيبين هبت نسمات الخير على وجهه .. فهم خير معين بعد الله في الدنيا وهم خير رفيق في السير إلى الدار الآخرة.

انظر إلى حالهم في الدنيا وإلى نماذج من صورهم الطيبة وأفعالهم الزكية .. فقد دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل يبكي فقال: ما شأنك؟ قال: علي دين! ! قال: كم هو؟ قال: خمسة عشر ألف دينار، قال: فهو علي (١).

إذا أعجبتك خلال امريء ... فكنه يكن منكما يعجبك

فليس على الجود والمكرما ... ت إذا جئتها حاجب يحجبك (٢)

نعم من يحجب الإنسان عن التخلق بالخلق الحسن؟ ومن يمنع المرء عن معالي الأمور؟ ..

قال الشعبي: إن كرام الناس أسرعهم مودة، وأبطؤهم عداوة


(١) حلية الأولياء ٣/ ١٤١.
(٢) مدارج السالكين ٣/ ٤٥.

<<  <   >  >>