للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مثل الكوب من الفضة يبطئ الانكسار، ويسرع الانجبار وإن لئام الناس أبطؤهم مودة وأسرعهم عداوة مثل الكوب من الفخار: يسرع الانكسار ويبطئ الانجبار.

وقال أبو حاتم: الكريم من أعطاه شكره، ومن منعه عذره، ومن قطعه وصله، ومن وصله فضله، ومن سأله أعطاه ومن لم يسأله ابتدأه، وإذا استضعف أحدًا رحمه وإذا استضعفه أحد رأى الموت أكرم له منه، واللئيم بضد ما وصفنا من الخصال كلها (١).

قال بعضهم لرجل وهو يعظه: جماع الخير كله في ثلاثة أشياء: إن لم تمض نهارك بما هو لك فلا تمضه بما هو عليك، وإن لم تصحب الأخيار فلا تصحب الأشرار، وإن لم تنفق مالك فيما لله رضاء فلا تنفقه فيما لله فيه سخط (٢).

أخي المسلم: إن ما نراه من التكلف وعدم التبسط بين الأحباب ومع الأصحاب مرده إلى عدم معرفتنا حقوق الأخوة في الله .. ومدى قوة هذا الوثاق.

قال عبد الله بن الوليد: قال لنا أبو جعفر محمد علي: يدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ ما يريد؟ قلنا: لا، قال: فلستم بإخوان كما تزعمون (٣).


(١) روضة العقلاء ١٧٤.
(٢) الزهد للبيهقي ٣١٠.
(٣) حلية الأولياء ٣/ ١٨٧.

<<  <   >  >>