للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا الفجرة فإن المرء إذا اضطره الأمر فليصحب أهل المروءات (١).

إن أخاك الحق من كان معك ... ومن يضر نفسه لينفعك

ومن إذا ريب زمان صدعك ... شتت فيه شمله ليجمعك (٢)

أخي الكريم: إذا أجدبت الأرض وضاقت المسالك .. وادلهمت الخطوب وتاهت الدروب .. هناك يظهر لك الأخ الصادق والوفي ... تستأنس برأيه ... وتتقوى بهمته يهون عليك المصيبة ويحمل عنك ما أثقل كاهلك ..

أما إذا اخضرت الأرض وابتسمت لك الدنيا .. فالكل أصحاب وأحباب! !

وكل الناس إخوان الرخاء إنما ... أخوك الذي آخاك عند الشدائد (٣)

ومن مصائب الدنيا وشدائدها مصيبة الموت .. فما هو أثر الرفقة والصحبة .. عند الموت وبعده ... ؟ ! هل إذا وسدت الثرى ينقطع ذكرك وينساك الأصحاب والأحباب؟ ! بل هو يترك أبناؤك لليتم والفقر والعوز .. بل والضياع؟ !


(١) روضة العقلاء ١٠٢.
(٢) الإحياء ٢/ ١٧٨.
(٣) العزلة ٥٤.

<<  <   >  >>