للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان بعض السلف يتفقد عيال أخيه بعد موته أربعين سنة فيقضي حوائجهم (١) (٢).

ولهذا يوصي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيقول: عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يقليك منه، واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك (٣).

قال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الحجارة مع الأبرار خير من أن تأكل الخبيص (٤) مع الفجار (٥).

وقال أبو حاتم: العاقل لا يدنس عرضه، ولا يعود نفسه أسباب الشر بلزوم صحبة الأشرار، ولا يغضي عن صيانة عرضه، ورياضة نفسه بصحبة الأخيار، على أن الناس عند الخبرة يتبين منهم أشياء ضد الظاهر منها.

أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء؟ !

كان أبو حنيفة ربما يمر بالرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا


(١) أعرف من قام بمثل هذا ثمانية عشر سنة.
(٢) منهاج القاصدين ١٠٨.
(٣) منهاج القاصدين ١٠٨.
(٤) نوع من الحلوى.
(٥) روضة العقلاء ١٠٠.

<<  <   >  >>