للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعطاك من عليك، وإن أسر إليك اتهمك، وإن أسررت إليه خانك، وإن كان فوقك حقرك، وإن كان دونك غمزك (١).

وحال بعض مجالس اليوم قريبة من ذلك بل وتزيد على ذلك ...

أخي المسلم: رفقة العاصي ما هي نتيجتها وفائدتها إنها فراق وشقاق وخسران ووبال .. في يوم تتقطع تلك المودة وتزول المحبة لأنها بنيت على شفا جرف هار.

قال علي بن الحسين: ما اصطحب اثنان على معصية إلا أوشك أن يفترقا على غير طاعة (٢).

وذلك لأن رباط المعصية رباط واه كخيط العنكبوت سرعان ما ينقطع ويزول ... لأنه رباط غير صادق لم يقم إلا على معصية ولم ينشأ إلا عن غفلة ومصلحة .. متى انتهت انقطع وتصرم! !

لكن أوثق العرى رباط الأخوة الدينية الذي ينبهك إذا غفلت ويذكرك إذا نسيت ويحتسب الأجر في مودتك ورفقتك ويتقرب إلى الله عز وجل بمحبتك ..

أخي الحبيب:

إن من ذكرك بحق الله عليك وأعانك على الطاعة وجنبك المعصية لهو خير الإخوان وأصدق الأخلاء وأوفى الرفقاء .. بل إنه


(١) روضة العقلاء ١٢٢.
(٢) البداية والنهاية ٩/ ١٢١.

<<  <   >  >>