للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قول أهل النار {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} (١).

ألا إنهم عدة في الدنيا والآخرة .. إذا كان أحدهم مثل أبي سليمان الداراني الذي يقول: تعرض علي النكتة من نكت القوم، فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل، الكتاب والسنة (٢).

وما ذاك –أخي الكريم- إلا خوفًا من أن يكون كلمة سوء ... يؤزر عليها ولا يؤجر، ومجالس اليوم مجالس لا تعرض حديثها على الكتاب والسنة .. بل إن بعضها فيه استزاء بالكتاب وأهل السنة –والعياذ بالله-.

أخي الحبيب: انظر إلى قياسهم في الصحبة وما يجب في الرفيق، فقد كفوك مؤنة البحث ومشقة النظر ووضعوا لك الموازين ... هذا مالك بن دينار يقول للمغيرة بن حبيب: يا مغيرة .. انظر كل جليس وصاحب لا تستفيد في دينك منه خيرًا فانبذ عنك صحبته (٣).

وكل ما دون الدين فهو سهل وكل ما وراء الخير فهو هين .. ركيزة الدين هي الأساس وما ظهر خلاف ذلك من زلة وهنة فالرجوع قريب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

ولو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين


(١) الإحياء ٢/ ١٧٥.
(٢) مدارج السالكين ٢/ ٤٢.
(٣) الزهد ٤٤٩، صفة الصفوة ٣/ ٢٨٦.

<<  <   >  >>