للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسلمين عصمة ولا أخوة (١).

وقال الفضيل بن عياض: من طلب أخًا بلا عيب بقي بلا أخ (٢).

وقال أبو حاتم: الواجب على العاقل إذا رزقه الله ود امريء مسلم صحيح الوداد محافظ عليه: أن يتمسك به، ثم يوطن نفسه على صلته إن صرمه، وعلى الإقبال عليه إن صد عنه، وعن البذل له إن حرمه، وعلى الدنو منه إن باعده، حتى كأنه ركن من أركانه، وإن من أعظم عيب المرء تلونه في الوداد (٣).

ويجب أخذ أمر الصديق والرفيق على أحسن المحامل وخير التفسيرات.

قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن الرحمن بن عوف –وكان أجود قريش في زمانه-: ما رأيت قومًا ألأم من إخوانك! ! قال لها: مه، ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم ..

فلله دره كيف تأول صنيع إخوانه على أوفى وأكمل الأخلاق والنظرات .. وما ذاك إلا من تقاه وإيمانه وحسن خلقه.


(١) مجموع الفتاوى ٢٤/ ١٧٣.
(٢) روضة العقلاء ١٦٩.
(٣) روضة العقلاء ١٠٣.

<<  <   >  >>