والأخ هذا الذي تتحمل جفوته وتصبر على زلته لا يعدو كونه أحد رجلين .. قال عنهم شعيب بن حرب: لا تجلس إلا مع رجلين: رجل إذا جلست إليه يعلمك خيرًا فتقبل منه، أو رجل تعلمه خيرًا فيقبل منك .. والثالث اهرب منه (١).
وانظر فيمن حولك لترى كيف هم أصحابك وأحبابك؟ !
وعليك بمراتب ومنازل ذكرها ابن الجوزي لتنزل كلاً منهم منزلته ...
قال: كان لنا أصدقاء وإخوان أعتد بهم، فرأيت منهم من الجفاء وترك شروط الصداقة والأخوة عجائب فأخذت أعتب.
ثم انتبهت لنفسي فقلت: وما ينفع العتاب، فإنهم إن صالحوا فللعتاب لا للصداقة، فهممت بمقاطعتهم، ثم تفكرت فرأيت الناس بي معارف وأصدقاء في الظاهر وإخوة مباطنين، فقلت لا تصلح مقاطعتهم.
إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الإخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف، وعاملتهم