للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معاملة المعارف، ومن الغلط أن تعاتبهم.

قال يحيى بن معاذ: بئس الأخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك، وجمهور الناس اليوم معارف ويندر فيهم الصديق في الظاهر ..

وإياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود، فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره.

وربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك.

قال الفضيل بن عياض: إذا أردت أن تصادق صديقًا فأغضبه فإن رأيته كما ينبغي فصادقه.

وهذا اليوم مخاطرة، لأنك إذا أغضبت أحدًا صار عدوًّا في الحال (١).

في زمنهم مخاطرة أما في زمننا فهو أكثر من ذلك

فقد شحت الأنفس وضاقت الصدور واندثرت المروءات إلا ما رحم ربي وقليل ما هم! !

هذا ابن المبارك وقد صحب رجلاً سيئ الخلق في سفر فكان يحتمل منه ويداريه فلما فارقه بكى، فقيل له في ذلك، فقال: بكيته رحمة له، فارقته خلقه معه لم يفارقه (٢).

قال الفضيل بن عياض: إذا خالطت فخالط حسن الخلق،


(١) صيد الخاطر ٤٩٧.
(٢) الإحياء ١٠/ ٥٧.

<<  <   >  >>