للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنه لا يدعو إلا إلى خير، وصاحبه منه في راحة ولا تخالط سيئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر، وصاحبه منه في عناء، ولأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني قارئ سيئ الخلق إن الفاسق إذا كان حسن الخلق عاش بعقله وخف على الناس وأحبوه وإن العابد إذا كان سيئ الخلق ثقل على الناس ومقتوه (١).

أخي الحبيب:

ما هو سوء الخلق؟ وبأي شيء يعرف حسن الخلق؟ !

قال يوسف بن أسباط: علامة حسن الخلق عشر خصال: قلة الخلاف، وحسن الإنصات، وترك طلب العثرات، وتحسين ما يبدو من السيئات، والتماس المعذرة، واحتمال الأذى، والرجوع بالملامة على النفس، والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره، وطلاقة الوجه للصغير والكبير، ولطف الكلام لمن دونه ولمن فوقه (٢).

سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ... وإن كثرت منه علي الجرائم

وما الناس إلا واحد من ثلاثة ... شريف ومشروف ومثلي مقاوم

فأما الذي فوقي فأعرف قدره ... وأتبع فيه الحق والحق لازم


(١) روضة العقلاء ٦٤.
(٢) الإحياء ٣/ ٧٧.

<<  <   >  >>