للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما الذي دوني فإن قال صنت عن

إجابته عرضي وإن لام لائم ... وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا

تفضلت إن الفضل بالحلم حاكم (١)

وأعظم من هذا وذاك قول الله جل وعلا: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (٢).

فالآية تشتمل على أربع قواعد في التعامل مع الناس فأولها: أخذ العفو، وثانيها: الأمر بالمعروف، وثالثها: الإعراض عن الجاهلين، ورابعها: الاستعاذة بالله من نزغ الشياطين، وقد روي عن جعفر الصادق أنه قال: ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها (٣).

وذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه سهولة حصول الخير فقال: البر شيء هين، وجه طليق، وكلام لين (٤).

ومن أدب المجالس وواجبات الأخوة في الله ما قاله مجاهد بن جبر .. لا تحد النظر إلى أخيك ولا تسأل من أين جئت؟ وأين


(١) الإحياء ٣/ ١.
(٢) سورة الأعراف، الآيتان: ١٩٩، ٢٠٠
(٣) فتح الباري لابن حجر ٨/ ٣٠٦.
(٤) الإحياء ٣/ ١٢٩.

<<  <   >  >>