للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق؛ لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا، كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيئ ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها (١).

والناصح المشفق هو الأخ الصادق كما قال يحيى بن معاذ: أخوك من عرفك العيوب وصديقك من حذرك من الذنوب.

وحتى حينما تكون المواجهة في مكان عام فانظر إلى الحلم والعفو وطيب النفس وعلوها .. خرج علي بن الحسين يومًا في المسجد فسبه رجل، فانتدب الناس إليه فقال: دعوه، ثم أقبل عليه، فقال ما ستره الله عنك من عيوبنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل فألقى إليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم (٢).

قال حبيب الجلاب: سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: غريزة عقل، قلت: فإن لم يكن؟ قال: حسن أدب، قالت: فإن لم يكن؟ قال: أخ شقيق يستشيره، قالت: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل. قلت: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل (٣).


(١) روضة العقلاء ٦٤.
(٢) البداية والنهاية ٩/ ١١٨.
(٣) السير ٨/ ٣٩٧.

<<  <   >  >>