للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرًا حتى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رءوس الناس فإنما وبخه.

وقال الفضيل بن عياض موضحًا الفرق بين الناصح والشامت: المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير (١).

وينثر أبو الدرداء درراً من الكلام وجواهر من الحكم فيقول: معاتبة الأخ خير من فقده، ومن لك بأخيك كله أعط أخاك ولن له ولا تطع به حاسدًا فتكون مثله، غدًا يأتيه الموت فيكفيك قتله، كيف تبكيه بعد الموت وفي الحياة تركت وصله؟ (٢)

لا أمدح المرء أبغي من فضائله ... ولا أظل أداجيه إذا غضبا

ولا يراني على باب أراقبه أبغي ... الدخول إذا ما بابه حجبا

قال الخليل بن أحمد النحوي: الرجال أربعة، فرجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فنبهوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذاك جاهل فعلموه، ورجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فاتبعوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك مائق فاحذروه (٣).


(١) جامع العلوم والحكم ٧٧.
(٢) صفة الصفوة ١/ ٣٦٤.
(٣) تذكرة الحفاظ ٣/ ٧٨٨.

<<  <   >  >>