للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنصيحة طريق الناصحين هذا رجل نصح لأبي حنيفة فقال: اتق الله! ! ! فانتفض أبو حنيفة واصفر، وأطرق، وقال جزاك الله خيرًا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول مثل هذا (١).

والتواصي بالحق .. يصدر من صغير إلى كبير ومن كبير إلى صغير .. بل ومن عالم إلى عالم ..

كتب إبراهيم بن أدهم إلى الثوري:

من عرف ما يطلب هان ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله ساء عمله، ومن أطلق لسانه قتل نفسه.

وقال الشافعي: أعز الأشياء ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف (٢).

حياة المؤمن كلها طاعة وأوقاته جلها عبادة، قال حاتم الأصم: ما من صباح إلا والشيطان يقول لي: ما تأكل؟ وما تلبس؟ وأين تسكن؟ فأقول: آكل الموت ,وألبس الكفن، وأسكن القبر (٣).

وكان الربيع بن خثيم إذا أصبح قال: مرحبًا بملائكة الله .. اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

أخي الحبيب .. انظر القياس وزن الأمور ... قال عروة بن الزبير لبنيه ناصحًا وموضحًا: إذا رأيتم الرجل يعمل الحسنة،


(١) السير ٦/ ٤٠٠.
(٢) جامع العلوم والحكم ١٩٥.
(٣) صفة الصفوة ٤/ ١٦٢.

<<  <   >  >>