ضحكًا شديدًا، فقال له: يا هذا هل ذقت الموت؟ قال: لا، قال: فهل رجح ميزانك؟ قال: لا، قال: فهل جزت الصراط؟ قال: لا، قال: فلأي شيء هذا الضحك والفرح؟ !
قال فبكى الرجل وقال: لله علي نذر أن لا أضحك بعدها أبدًا.
لله دره ... أفاق من غفلته وقام من كبوته .. ليته يسمع بعض ضحكات المجالس .. ومزاح الفارغين .. وتفاهة بعض المتحدثين.
بل كيف لو رأى اللاهون العابثون يومًا من أيام وكيع بن الجراح؟ فقد كان لا ينام حتى يقرأ ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر فيصلي ركعتين! !
أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء؟ !
قال الحارث الغنوي: آلى ربعي بن حراش ألا يضحك حتى يعلم في الجنة هو أو في النار.
قال الحارث الغنوي: فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل مبتسمًا على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا من غسله.
رحم الله ضعفنا وتفريطنا وطول غفلتنا ..
قال عمر بن عبد العزيز لإسماعيل بن عبد الله: يا إسماعيل: كم أتت عليك من سنة؟ ! قال: ستون سنة وشهور، قال: يا إسماعيل إياك والمزاح.